كتب : الشيخ لفتة عبد النبى الخزرجى /بابل / العراق
الكوفة والبصرة من الحواضر العربية والاسلامية ولهما شهرة معروفة . وقد أزدهرت فيهما علوم النحو على يد كبار العلماء حيث برز في البصرة ( أبو الأسود الدؤلي ) والذي أخذ علم النحو عن اللإمام علي بن أبي طالب .
وفي زمن هارون الرشيد تم تكليف أحد النحويين من الكوفة للقيام على تعليم وتربية الأمين بن هارون الرشيد ، وقد وقع الإختيار على الكسائي لأنه من أكابر النحويين في الكوفة .
وبعد أن آلت الخلافة الى الأمين ، أراد أن يلتقي أهل الكوفة والبصرة ليتعرف على أيهما يتفوق على الآخر في علم النحو خاصة .
فأرسل على سيبويه ، وكان من اعظم رجال النحو في زمانه . ومن الكوفة كان الكسائي وهو من اساتذة الامين والمقربين لديه . فحصلت مجادلات كبيرة حول مسألة اشتهرت في وقتها (مسألة الزنبور والعقرب ) حيث اطلق عليها ” المسالة الزنبورية ” لانها اشتهرت كثيرا ودار حولها لغط كبير حيث وقف الامين مع الكسائي وعضده ضد سيبوية .
وعندما جمع الامين بينهما ، حيث تناظرا في هذه المسألة اللغوية :
قال الكسائي : من امثال العرب مثلا رواه على هذه الصورة : كنت أظن أن الزنبور أشد لسعا من العقرب فإذا هو اياها .
فقال سيبويه : ليس المثل كذلك بل : فإذا هو هي .
ثم استمر النقاش والجدال بينهما طويلا حتى تم الاتفاق ” على مراجعة عربي خالص لا يشوب كلامه شيء من اهل الحضر ” 1
وبعد ان حضر الاعرابي ، كان قوله مطابقا لما أورده سيبويه .
لكن الموضوع اخذ بعدا آخر وتطورت الامور بالشكل الذي أغاض سيبويه مما دفعه لمغادرة العراق الى الاحواز وظل فيها يشعر بالحزن لانهم تآمروا عليه كما يظن . فمات هناك . وانتهت المسالة الزنبورية هكذا .
1 – نحاة الكوفيين : موضوع ضمن كتاب ” تاريخ الكوفة ” للمؤرخ الشهير السيد حسن البراقي النجفي .